وقال الكلبي: كانت الرسل قبل أن يُبعَث محمد - صلى الله عليه وسلم - يُبْعثون إلى الجن والإنس جميعًا (٢).
وقال مجاهد (٣): الرسل من الإنس، والنذر من الجن، ثم قرأ:{وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}(٤).
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: هم الذين استمعوا القرآن فأبلغوه قومهم (٥).
(١) "جامع البيان" ٨/ ٣٦. وقال ابن كثير: وحكى ابن جرير، عن الضحاك بن مُزاحم: أنه زعم أن في الجن رسلاً، واحتجَّ بهذِه الآية الكريمة، وفي الاستدلال بها على ذلك نظر؛ لأنها محتملة وليست بصريحة، وهي -والله أعلم - كقوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (١٩) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} إلى أن قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (٢٢)} [الرحمن: ١٩ - ٢٢] ومعلوم أن اللؤلؤ والمرجان إنما يستخرج من الملح لا من الحلو. وهذا واضح، ولله الحمد. وقد نص هذا الجواب بعينه ابن جرير. اهـ من "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٧٥. (٢) "معالم التنزيل" ٣/ ١٩٠، "الكشاف" ٢/ ٦٣، "البحر المحيط" ٤/ ٢٢٣، وقد ردَّ القرطبي في "الجامع" ٧/ ٧٦ هذا القول فقال: وهذا لا يصح، بل في "صحيح مسلم" من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعِطيت خمسًا لم يُعْطَهنَّ نبي قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود" الحديث. وقال ابن عباس: كانت الرسل تُبْعث إلى الإنس وإن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بُعثَ إلى الجن والإنس، ذكره أبو الليث السمرقندي. اهـ. وانظر "صحيح مسلم" كتاب المساجد (٥٢١)، "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٥١٤. (٣) "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم (٧٩٠٣)، انظر: "جامع البيان" ٨/ ٣٦. (٤) الأحقاف: ٢٩. (٥) انظر: "جامع البيان" ٨/ ٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ٨٦، "معاني القرآن" للنحاس ٢/ ٤٩٢.