فقال عمر - رضي الله عنه -: ابغوني (١) رجلا من كنانة واجعلوه راعيًا، فأتوه به (٢) فقال له عمر - رضي الله عنه -: يا فتى، ما الحرِجة فيكم؟
قال: الحرِجة فينا: الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء.
فقال عمر - رضي الله عنه -: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير (٣).
{كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}: يعني: يَشُقُّ عليه الإيمان، ويمتنع ويعجز عنه، كما يشق عليه صعود السماء.
واختلفت القراءة في ذلك:
فقرأ أهل المدينة وأبو عمرو وحمزة والكسائي:{يَصَّعَّدُ} بتشديد الصاد والعين بغير ألف (٤)، أي: يتصعد، فأدغمت التاء في الصاد (٥).
واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتبارًا بقراءة عبد الله - رضي الله عنه -: (كأنما يَتَصَّعَّدُ في السماء)(٦).
(١) في (ت): ابغوا لي. (٢) في (ت): فأتوا به. (٣) "جامع البيان" ٨/ ٢٨. وفي إسناده: عبد الله بن عمار اليمامي؛ مجهول. كما في "تقريب التهذيب" (٣٤٨٨). وزاد السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٨٤ نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ وعبد بن حميد. وانظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٦/ ١٧٠، "معالم التنزيل" ٣/ ١٨٦، "المحرر الوجيز" ٢/ ٣٤٣. (٤) "السبعه" (ص ٢٦٨)، "التيسير" (ص ٨٨). (٥) من (ت). وجاء في الأصل: العين، ولعله سبق قلم من الناسخ. (٦) "معاني القرآن" للنحاس ٢/ ٤٨٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ٨٢.