وقال مقاتل: نزلت في الحارث بن عامر (١) بن نوفل بن عبد مناف ابن قصي (بن كلاب)(٢)، كان يكذب النبي - صلى الله عليه وسلم - في العلانية، فإذا خلا مع أهل بيته قال: ما محمد من أهل الكذب، ولا أحسبه إلاَّ صادقًا. وقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنَّا لنعلم أن الذي تقوله حق، وإنه لا يمنعنا أن نتبع الهدى معك إلاَّ مخافة أن يتخطَّفنا الناس من أرضنا -يعني: العرب- فإنَّا نحن أكلة رأس، ولا طاقة لنا بهم (٣)، فأنزل الله تعالى:{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} بأنك كاذب وساحر ومجنون.
{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} أي: لا ينسبونك إلى الكذب، ولا يقولون لك: كذبت.
وقرأ نافع والكسائي:(يُكْذِبُونَك) بالتخفيف (٤)، وهي قراءة علي
= والضياء في "المختارة" (٧٤٨) كلاهما من طريق معاوية بن هشام عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن ناجية بن كعب، عن علي - رضي الله عنه - به. واختلف على سفيان الثوري، فرواه معاوية بن هشام متصلاً، كما تقدم، وخالفه عبد الرحمن بن مهدي. أخرج الترمذي في "سننه" ويحيى بن آدم، أخرج طريقه الطبري ٧/ ١٨٢ فروياه عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية، مرسلاً، لم يذكر فيه عليًّا، ورجح رواية الإرسال: البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي ١/ ١٣٥، والدارقطني في "العلل" ٤/ ١٤٣، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣١٥ من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق، متصلاً، وهذا إسناد معلول، وقد اختلف على إسرائيل، وأشار إلى ذلك الإمام الدارقطني في "العلل" ٤/ ١٤٣. (١) في (ت): عاصم. (٢) من (ت). (٣) "تفسير مقاتل" ١/ ٣٧٢، انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢١٨). (٤) "السبعة" (ص ٢٥٧).