وقال سائر العلماء: هي الكواسب من سباع البهائم، والطير، مثل النمر والفهد، والكلب، والعقاب، والصقر، والبازي، والشاهين، والباشق، ونحوها مما يقبل التعليم (١).
سميت جوارح، لجرحها أربابها أقواتهم من الصيد، أي: كسبها، يقال: فلان جارحة أهله، أي كاسبهم، ولا جارحة لفلانة، إذا لم يكن لها كاسب (٢){مُكَلِّبِينَ} حال للمعلمين، أي: فِي حال مصيركم أصحاب كلاب، والتكليب: إغراء السبع، وإشلاؤه (٣) على الصيد، قال الشَّاعر:
فباكره عند الصباح مكلَّبٌ ... أزلُّ كسرحان الصريمة أغبرُ (٤)
وقرأ ابن مسعود، وأبو رزين، والحسن (مكلبين) بتخفيف اللام (٥)، على هذا المعنى أيضًا، ويجوز أن يكون من قولهم: أكلب الرَّجل، إذا كثرت كلابه، مثل أمشى، إذا كثرت ماشيته،
(١) انظر: "المغني" لابن قدامة ١٣/ ٢٦٥، وقد ذكر الطبري فِي "جامع البيان" ٦/ ٨٩ - ٩١ الآثار فِي القولين، ورجح قول سائر العلماء. (٢) انظر: كلام الطبري فِي "جامع البيان" ٦/ ٨٨ فِي هذا المعنى. (٣) فِي (ت): وإيساره، ولا معنى له. (٤) هو: لبشر بن أبي خازم الأسدي. والبيت: ذكره ابن منظور فِي "لسان العرب" ١٢/ ٤٨٦. (٥) وهي قراءة شاذة. انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٠٨.