وقال القتيبي: حاد عن كلامهم غيظًا عليهم، فقال:{فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يقل: فأولئك هم المؤمنون (١).
{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ} في الآخرة {أَجْرًا عَظِيمًا} وهو الجنّة. وإنما حذف الياء من {يُوْتَ} في الخط، كما حذفت في اللفظ، لأن الياء سقطت من اللفظ لسكونها، وسكون اللام في اللغة.
وكذلك قوله:{يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ}(٢)، حذفت الياء في الخط لهذه العلة، وكذلك: {سَنَدْعُ الْزَّبَانِيَةَ (١٨)} (٣)، {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}(٤)، فالواوات هاهنا حذفت لالتقاء الساكنين، وأما قوله:{مَا كُنَّا نَبْغِ}(٥) حذفت لأن الكسرة دلت (٦) على الياء، فحذفت لثقل الياء، وقد قيل (٧): حذف الياء من المناد والداع لأنك تقول: هو داع ومناد، وأما: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤)} (٨) فحذفت الياء منها لأنها رأس آية، ورؤوس الآي يجوز فيها الحذف (٩).
(١) "تفسير غريب القرآن" (ص ١٣٣)، وفيه: ثم قال {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يقل: فأولئك هم المؤمنون، ثم قال: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}، ولم يقل: وسوف يؤتيهم الله بغضًا لهم، وإعراضًا لهم، وحيدًا بالكلام عن ذكرهم. (٢) ق: ٤١. (٣) العلق: ١٨. (٤) القمر: ٦. (٥) الكهف: ٦٤. (٦) في (ت): دخلت. (٧) ساقطة من (ت). (٨) الفجر: ٤. (٩) من قوله: وإنما حذف الياء من {يُؤْتَ} إلى هنا منقول بنصه من"معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١٢٥ مع تصرف يسير. وانظر: "المقنع" للداني (ص ٣٠)، باب ذكر ما حذفت منه الياء، اجتزاء بكسر ما قبلها منها.