وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال ابن أم مكتوم: اللهم أنزل عذري، فنزل:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} فوضعت بينهما، فكان بعد ذلك يغزو، ويقول: ادفعوا إليّ اللواء، ويقول: أقيموني بين الصفين فإني لا أستطيع أن أفر (١).
وروى معمر (٢)، عن ابن شهاب (٣): أن زيد بن ثابت قال: كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفخذه على فخذي، وقد أملى علي:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فعرض ابن أم مكتوم، قال: فثقلت فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، حتَّى كادت تنحطم، ونزلت عليه:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}(٤).
(١) الحكم على الإسناد: إسناده صحيح. التخريج: الأثر ذكره ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٤/ ٢١١، والسيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٦٣. (٢) ثقة، ثبت، فاضل، إلا أن في روايته فيما حدث به في البصرة شيئًا. (٣) الزهري، متفق على جلالته وإتقانه. (٤) أخرجه من هذا الطريق: عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٦٩، وأحمد في "المسند" ٥/ ١٨٤ (٢١٦٠١)، والبخاري في كتاب الجهاد، باب: قول الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (٢٨٣٢)، والطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٤٣، والطبراني في "المعجم الكبير" ٥/ ١٦١ (٤٨٩٩)، وغيرهم. وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب: قول الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (٢٨٣١)، ومسلم كتاب الإمارة، باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خالفهم فيهن (١٨٩٨)، وأحمد في "المسند" ٤/ ٢٨٢ (١٨٤٨٥)، وغيرهم من طرق عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب.