فينا حاجة، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقوله:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}(١) إلى آخرها، وقوله:{أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}(٢) وقوله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}(٣).
وقيل: لما جعل الله -عز وجل- للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث، قالت النساء: نحن أحوج أن يكون لنا سهمان، وللرجال سهم واحد (٤)، لأنا ضعفاء، وهم أقوى (٥)، وأقدر على طلب المعاش منا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مجاهد: قالت أم سلمة: يا رسول الله، يغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث، فليتنا رجال فنغزو، ونبلغ ما يبلغ الرجال، فنزلت هذه الآية (٦).
(١) الأحزاب: ٣٥. (٢) آل عمران: ١٩٥. (٣) النحل: ٩٧، ولم أجد قائل هذا الأثر، وقد أخرجه الطبري في تفسير قوله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} خبر أم سلمة بمعنى ما ذكره المصنف هنا. وأخرج البيهقي أيضًا في "السنن الكبرى" ٦/ ٤٢٢ خبرًا بمعناه، وهو أطول مما ذكره الثعلبي، وفيه التصريح بأن الوافدة اسمها أسماء بنت يزيد بن السكن، وكذلك أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ٢/ ٣٥. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل" ٢/ ٦٢٩ (١٥٣٨) من طريق رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس، ورشدين منكر الحديث. (٤) من (ت). (٥) في (م): أقوياء. والأثر لم أجد قائله، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٢٥٤. (٦) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٥٦، والطبري في "جامع البيان" =