ابن جامع (١)، عن علقمة بن مرثد (٢)، عن سليمان بن بريدة (٣)، عن أبيه (٤) قال: جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله طهرني. قال:"ويحك، ارجع فاستغفر الله وتب إليه"، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهرني. فقال:"ويحك، ارجع فاستغفر الله، وتب إليه"، قال: فرجع غير بعيد، فقال مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مم أطهرك؟ " قال: من الزنا. فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أبه جنون؟ " فأخبر أنه ليس به جنون، فقال:"أشربت خمرًا "، فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أثيب أنت؟ "(٥)، قال: نعم. فأمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فرجم، وجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال:"استغفروا لماعز ابن مالك"، فقالوا: يغفر الله لماعز بن مالك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(١) غيلان بن جامع بن أشعث، أبو عبد الله المحاربي. روى عن: علقمة، وأبي وائل، وسماك. وعنه: يعلى، وشعبة، والثوري. وثقه ابن معين، وعلي، ويعقوب، وأبو داود، وابن حبان، والحافظ، وقال أبو حاتم: شيخ. توفي سنة (١٣٢ هـ). انظر: "المعرفة والتاريخ" للفسوي ٣/ ٨، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٧/ ٥٣، "تهذيب الكمال" للمزي ٢٣/ ١٢٨، "تقريب التهذيب" لابن حجر (١٣٢ هـ). (٢) الحضرمي، ثقة. (٣) ابن الحصيب الأسلمي، ثقة. (٤) بريدة بن الحصيب، صحابي، مشهور. (٥) في النسخ الخطية: أزنيت، والمثبت من هامش (م)، وفي (ت): أن نيت.