وقال بعضهم: إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا على الشهداء وقالوا: نحن في النعيم والسرور وآباؤنا وإخواننا في القبور، فأنزل الله تعالى تنفيسًا عنهم، وإخبارًا عن حال قتلاهم {وَلَا تَحْسَبَنَّ}(١)(٢) أي: ولا تظنن.
= الزبير قصة مقتل عامر بن فهيرة، وروى الواقدي في "المغازي" ٨/ ٣٤٩ من مرسل عروة بن الزبير نحوه. انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٤/ ٤٥٢. وأما قوله: قال إسحاق بن أبي طلحة. . . إلى قوله: ورفعت بعدما قرأناها زمانًا. فقد أخرج البخاري في مواضع من "صحيحه" منها: كتاب المغازي في باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة (٤٠٩١) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله. . فذكر حديثًا طويلا، وفيه: فأنزل الله علينا. . . فذكر نحوه. قال ابن حجر في "فتح الباري" ٧/ ٤٩٤: أي: المنسوخ تلاوته فلم يبق له حرمة القرآن. وأما قوله: فأنزل الله عز وجل: {وَلَا تَحْسَبَنَّ} الآية: فقد أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٧٣ - ١٧٤ (تحقيق الطيب) والبغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ١٣٤ من طريق عمر بن يونس قال: ثنا إسحاق بن أبي طلحة قال: حدثني أنس بن مالك فذكر نحو رواية البخاري. . إلى أن قال: وأنزل الله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ}. (١) ذكر الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٣٤)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ١٣٤، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ٢٦٩ مثله. (٢) وبالجملة: فقد ثبت في أحاديث كثيرة في "الصحيح" وغيره: أن أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر، وثبت في فضل الشهداء ما يطول تعداده، ويكثر إيراده مما هو معروف في كتب الحديث. =