إن صبروا، فلما بلغوا الشوط (١) اعتزل عبد الله بن أبي الخزرجي (٢) بثلث الناس، فرجع في ثلاثمائة، وقال: علام نقتل أنفسنا وأولادنا؟
فتبعهم أبو (٣) جابر السلمي وقال: أنشدكم الله في نبيكم، وفي أنفسكم، فقال عبد الله بن أبيّ: لو نعلم قتالا لاتبعناكم. وهمت بنو سلمة وبنو حارثة بالانصراف مع عبد الله بن أبي، فعصمهم الله عز وجل فلم ينصرفوا، ومضوا (٤) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرهم الله تعالى عظيم نعمته فقال:{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}(٥)، أي؟ ناصرهما وحافظهما.
وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه:(والله وليهم) لأن الطائفتين جمع،
(١) في الأصل: الشرط. بالراء، وورد في الهامش من الأصل قوله: الشرط -بشين معجمة فراء ساكنة فطاء مهملة: اسم حائط بالمدينة. انتهى، والمثبت من (س)، (ن). قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٥٠٩: الشرط -بالواو- اسم حائط من بساتين المدينة. وانظر: "المغازي" للواقدي ١/ ٢١٩، "سبل الهدى والرشاد" للصالحي ٤/ ١٨٨. (٢) من (ن). (٣) من (س)، (ن). (٤) في الأصل: وبقوا. والمثبت من (س)، (ن). (٥) هذا مختصر من غزوة أحد يتركب عليه تفسير الآية، وباقي الغزوة مستوعب في كتب السير. انظر: "المغازي" للواقدي ١/ ١٩٩ - ٢٢٤، "سبل الهدى والرشاد" للصالحي ٤/ ١٨٢ - ١٩٥.