النهار باللسان دون الاعتقاد، واكفروا به آخر النهار، وقولوا: إنا نظرنا في كتبنا، وشاورنا علماءنا في دين محمد، فوجدنا محمدًا ليس بذاك، وظهر لنا كذبه، وبطلان دينه، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم، واتهموه، وقالوا: إنهم أهل كتاب، وهم أعلم به منا، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم (١).
وقال مجاهد، ومقاتل (٢)، والكلبيُّ: هذا في شأن القبلة لما صرفت إلى الكعبة شقَّ ذلك على اليهود؛ لمخالفتهم، فقال كعب ابن الأشرف لأصحابه: آمنوا بالذي أنزل على محمَّد من أمر الكعبة، وصلُّوا إليها أول النهار، ثم اكفروا بالكعبة آخر النهار، وارجعوا (٣) إلى قبلتكم الصخرة لعلَّهم يقولون: هؤلاء أهل كتاب، وهم (٤) أعلم منا، فربما يرجعون إلى قبلتنا (٥).
= قرى عربية اثني عشر حبرًا، وكذلك هو في "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٧٥، وفي "معجم ما استعجم" للبكري (٣/ ٩٢٩): اسم مكان. (١) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣١١ - ٣١٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٦٧٨ عن السدي نحوه، وذكره ابن عادل الدمشقيّ في "اللباب" ٥/ ٣١٨ عن الحسن والسدي. (٢) ينظر "تفسيره" ١/ ٢٨٤. (٣) من (ن). (٤) في الأصل: وهو، بالإفراد. والمثبت من (ن). (٥) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣١٢ عن مجاهد، نحوه، وذكره أبو حيَّان في "البحر المحيط" ٢/ ٤٩٣ عن مجاهد ومقاتل والكلبي. وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٢٩.