قال البصريون: لالتقاء الساكنين حرك إلى أخف الحركات. وقال الكوفيون: كانت ساكنة؛ لأن حروف الهجاء مبنية على الوقف، فلما تلقاها ألف الوصل، وأدرجت الألف، نقلت حركتها -وهي الفتحة- إلى الميم.
ومن قطع، فله وجهان:
أحدهما: نية الوقف، ثم قطع الهمزة؛ للابتداء، يقول الشاعر (٢):
لتسمُعنَّ وشيكًا، في دياركم ... الله أكبر، ياثارات عثمانا (٣)
(١) انظر: "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ٢٩٩ - ٣٠٠، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٦٠)، "معاني القراءات" للأزهري ١/ ٢٤٠، "الحجة" لابن خالويه (ص ١٨). (٢) هو حسان بن ثابت الأنصاري. شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمنافح عن عرضه، والجاعل عرضه وقاية لعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "ديوان حسان" (ص ٢٤٨) في قصيدة له يرثي فيها عثمان بن عفان، وفيه: ديارهم. بدلًا من: دياركم. (٣) وقد أوردت بعض كتب اللغة والنحو البيت؛ مستشهدين به على قطع همزة الوصل؛ للضرورة. قال ابن جني في "المنصف" ١/ ٦٨: وكثيرًا ما تقطع همزة الوصل في أول المصراع الثاني. أضاف السمين الحلبي: .. إلا في الضرورة. انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ١٢، "رصف المباني" للمالقي (ص ٤١)، "علل الوقوف" لابن طيفور السجاوندي ١/ ٣٥٩.