والعاقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)(١): "أسلما"، قالا: قد أسلمنا قبلك، قال:"كذبتما، يمنعكما من الإِسلام دعاؤكم لله ولدًا، وعبادتكما الصليبَ، وأكلكما الخنزيرَ". قالا: فإن لم يكن ولدًا لله فمن أبوه؟ ! . وخاصموه جميعًا في عيسى عليه السلام. فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلَّا وهو يشبه أباه؟ " قالوا: بلى. قال:"ألستم تعلمون أن ربنا حيٌّ لا يموت، وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟ "، قالوا: بلى. قال:"ألستم تعلمون أن ربنا قيِّم على كل شيء، يحفظه ويرزقه؟ " قالوا: بلى. قال:"فهل يملك عيسى من ذلك شيئًا؟ "، قالوا: لا. قال:"ألستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟ " قالوا: بلى. قال:"فهل يعلم عيسى من ذلك شيئًا، إلَّا ما عُلِّم؟ " قالوا: لا. قال:"فإن ربنا صوَّر عيسى في الرحم كيف شاء: لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث؟ " قالوا: بلى. قال:"ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثم غُذِيَ كما يُغْذى الصبي، ثم كان يطعم ويشرب ويُحدِث؟ "، قالوا: بلى. قال:"فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ " فسكتوا. فأنزل الله عز وجل فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها (٢)(٣).
(١) في الأصل: وقال لهما. وفي (س): فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والمثبت من (ن). (٢) من (ن). (٣) [٧٠٢] , [٧٠٣] , [٧٠٤] الحكم على الإسناد: روى الثعلبي قصة وفادة رؤساء نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة أسانيد: =