وكذلك قرأها مجاهد:(وتبيينًا (١) لأنفسهم) (٢). قال الحسن: كان الرجل إذا هم بصدقة تثبت، فإن كان لله أمضى، وإن خالطه شك أمسك (٣). وعلى هذا القول يحتمل أن يكون التثبيت بمعنى التثبت كقوله:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}(٤) أي تبتلًا. وقال سعيد بن جبير وأبو مالك: تحقيقًا في دينهم (٥). وقال ابن كيسان: إخلاصًا وتوطينًا لأنفسهم على طاعة الله عز وجل في نفقاتهم (٦). وقال الزجاج (٧): يقرون حين ينفقون أنها مما يثيب (٨) الله عز وجل لهم (٩) عليه (١٠).
وأصل هذِه الكلمة: من قول القائل: ثبتُّ فلانًا في هذا الأمر. إذا حققته وصححت عزمه وقويت رأيه، قال ابن رواحة:
(١) في (ش)، (ح): وتثبتًا. وفي (ز)، (أ): وتثبيتًا. (٢) عزاها له الزمخشري في "الكشاف" ١/ ٣١٣. وفي "شواذ القراءة" للكرماني (٤٣ ب) أنه قرأ: (وتثبيتًا لأنفسهم)، باللام. وفي "مفاتيح الغيب" للرازي أنه قرأ: (وتثبيتًا من بعض أنفسهم). (٣) رواه ابن زنجويه في "الأموال" ٣/ ١٢٢١ (٢٣١٧)، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ٧٠. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٦٠١ لعبد بن حميد، وابن المنذر. (٤) المزمل: ٨. (٥) ذكره عنهما أبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٣٢٣. (٦) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٣٢٣. (٧) كذا في (ح)، (ز)، (أ). وفي الأصل، (ش): زجاج. (٨) في (ش)، (ز)، (أ): يثبت. (٩) ساقطة من (ح). (١٠) "معاني القرآن" ١/ ٣٤٧.