فذلك قوله تعالى:{فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} المرأة نفسها منه.
قال الفراء: أراد به الزوج دون المرأة، فذكرهما جميعاً لاقترانهما (١). كما قال تعالى (٢): {نَسِيَا حُوتَهُمَا}(٣)، وإنما الناسي فتى موسى دون موسى -عليه السلام-، وقوله (٤): {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}(٥) وإنما يخرج من الملح دون العذب.
قال الشاعر (٦):
فإن تَزْجُرَانِي يا ابن عَفَّان أَنْزَجِرْ (٧) ... وإن تَدَعَاني أَحْم عِرْضاً مُمَنَّعا
وقال قوم: معناه: فلا جناح عليهما جميعاً، لا جناح على المرأة
= وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" ٦/ ٥٠٦ (١٨٧٢٦)، والبيهقيُّ في "السنن الكبرى" ٧/ ٣١٥ كلاهما من طريق عبد الله بن رباح أن عمر قال في المختلعة: تختلع بما دون عقاص رأسها. (١) في (س): لافتدائهما. (٢) في (ش)، (ح): كقوله. وفي (أ): كما قال الله تعالى. (٣) الكهف: ٦١. (٤) في (ح): وكقوله. (٥) الرحمن: ٢٢. (٦) هو سويد بن كراع العكلي. انظر شعره -جمع: حاتم الضامن- ضمن "شعراء مقلون" (ص ٦٣)، وورد منسوباً إليه في "طبقات الشعراء" لابن سلام (ص ٧٣)، "الصاحبي في فقه اللغة" لابن فارس (ص ٢١٩)، "سمط اللآلئ" ٢/ ٩٤٣، "الإصابة" لابن حجر ٣/ ١٧٣ وعند بعضهم: وإن تتركاني أَحم. (٧) في (ز): ازدجر.