مالت إلى الأرض، قال الله عز وجل:{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}(١)، ومن جناح الطائر. {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} أي: يدور، وأصله يتطوف، فأدغمت التاء في الطاء.
وقرأ أبو حيوة الشامي:(يطوف) مخففة (٢).
واختلفوا في وجه الآية وتأويلها وسبب نزولها:
فقال أنس بن مالك: كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة؛ لأنهما من مشاعر قريش في الجاهلية فتركناه في الإِسلام؛ فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٣).
وقال عمرو بن حبشي (٤): سألت ابن عمر - رضي الله عنهما - عن هذِه الآية،
(١) الأنفال: ٦١. انظر "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٢٠٧)، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦٢٨، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ١/ ٣٤٦. (٢) "الكشاف" للزمخشري ١/ ٢٠٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦٣٢ وتحرف فيه إلى: أبي حمزة. (٣) رواه البخاري كتاب الحج، باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة (١٦٤٨)، وفي كتاب التفسير، باب قوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ... } (٤٤٩٦). والترمذي كتاب تفسير القرآن، سورة البقرة (٢٩٦٦)، والطبري في "جامع البيان" ٢/ ٤٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٦٧ (١٤٣٢)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٥٠)، وفي "الوسيط" ١/ ٢٤٢ من طريق عاصم بن سليمان الأحول، عن أنس، بنحوه. (٤) تحرفت في (ج)، (ت): حبيش. وهو عمرو بن حُبْشي بضم المهملة وسكون الموحدة ثم معجمة الزبيدي الكوفي، لم يوثقه سوى ابن حبان، وقال ابن حجر: مقبول. =