فإذا غفل وسوس، وإذا ذُكر الله انخنس (١). وقال قتادة: إن الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان، فإذا ذكر العبد ربه خنس (٢)(٣).
روى الفرج (٤) بن فضالة عن عروة بن (٥) رويم: أن عيسى عليه السلام دعا ربه عز وجل أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم، فجُلِّي له، فإذا رأسه مثل
(١) هذا قول ابن عباس - رضي الله عنهما -، رواه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٥ وفي إسناده شيخ المصنف محمد بن حميد الرازي ضعيف، ورواه من طريق أبي كريب بنحوه وفي إسناده حكيم بن جبير الأسدي ضعيف كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ١/ ٢٣٤، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٤١٠، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٩٠ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: ليس كما قال بل فيه حكيم بن جبير كما تقدم. وقد ضعف هذا الأثر ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٧٤١. وانظر: "إعراب القرآن" للنحَّاس ٥/ ٣١٥. (٢) في (ج): بعد هذا زيادة: وقيل الخناس الكثير الاستخفاء من الخنوس وهو الذهاب في خنس. وفي حاشية (ب): وسوسة الشيطان هو الدعاء إلى طاعته بما يصل لك، أو وقع في النفس من أمر متوهم، وأصله الصوت الخفي، وقيل: الوسواس أي: وما وسوس لك. اهـ. وهذا الكلام انظره: في "النكت والعيون" للماوردي ٦/ ٣٧٩. (٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٤١٠ من طريق معمر عن قتادة به. وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٥٩٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٦٢. (٤) ساقطة من (ج). (٥) في (ج): عن، وهو خطأ.