عليكم صدقتموني"، قالوا: نعم. قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: تبًا لك (١) سائر هذا اليوم ما دعوتموني (٢) إلَا لهذا، فأُنزل (٣){تَبَّت}(٤) أي: خابت وخسرت يدا أبي لهب (٥)، أي: تبَّ هَو، أخبر عن يديه، والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله، كقوله سبحانه:{فَبِمَا كسَبَتْ}(٦)، و {قدَّمتْ أيدِيكم}(٧)، ونحوها (٨)، وقيل: اليد صلة (٩)، تقول العرب: يد الدهر، ويد الرزايا والمنايا.
(١) في (ب)، (ج): لكم. (٢) لم تتضح في الأصل، وما أثبته من (ب)، (ج). (٣) في (ب)، (ج): فأنزل الله تعالى. (٤) [٣٦٩١] الحكم على الإسناد: شيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل، وبقية رجاله ثقات، والحديث صحيح كما في التخريج. تخريجه: رواه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)} (٤٩٧١)، ورواه مسلم في كتاب الإيمان، باب: قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} (٢٠٨). (٥) انظر: "معاني القرآن" للزجَّاج ٥/ ٣٧٥، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ١٦٢). (٦) الشورى: ٣٠. (٧) آل عمران: ١٨٢. (٨) في (ب)، (ج): {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}، {قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} وبما كسبت يداك، ونحوها. (٩) أي زائدة، والعلماء يعبرون بهذِه اللفظ تأدبًا مع القرآن.