لزيد وإكرامنا إياه على وجه التعجب، أي أعجبوا لذلك. والعرب إذا جاءت بهذِه (١) اللام اكتفوا بها دليلًا على التعجب من إظهار الفعل (٢). كقول الشاعر:
أغَرَّك أن قالوا لقرة شاعرًا ... إيّاه أعني من عَرْيف (٣) وشاعر (٤)
أي: اعجبوا لِقرة شاعرًا. وقيل: هي لام (كي) مجازها فجعلهم كعصف مأكول ليولف قريشًا، فكان هلاك أصحاب الفيل سببًا لبقاء إيلاف قريش، ونظام حالهم، وقوام أمرهم (٥) ومالهم (٦). وقال الزجَّاج: هي مردودة إلى ما بعدها تقديره فليعبدوا رب هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف (٧).
وقريش هم ولد النضر بن كنانة فمن ولده النضر فهو قرشي،
(١) في الأصل، (ج): بهذا. (٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٣٠٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٤٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٢٠١. (٣) العريف: القيّم والسيد لمعرفته بسياسة القوم. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٢٣٨. (٤) هذا البيت من شواهد الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٠٦ ولم أهتد إلى قائله. (٥) ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج). (٦) انظر: "إملاء ما منّ به الرحمن" للعكبري ٢/ ٢٩٥. (٧) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٣٦٥، ورجَّح الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٠٦ أنها للتعجب. وللاستزادة انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٢٩٣، "إعراب القراءات السبع" لابن خالويه ٢/ ٥٣٤، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٤٩٧.