زكريا. وقال قتادة: حملهم بغض اليهود على معاونة بختنصَّر (١).
فأنزل الله تعالى:{وَمَن أَظْلَمُ} أي: أكفر وأعتى {مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ} يعني: بيت المقدس ومحاربيه (٢). {أَن} في محل نصب (٣) بالمفعول الثاني؛ لأن المنع يتعدى إلى مفعولين (٤)، فتقديره: ممَّن منع مساجد الله الذِّكرَ، وإن شئت جعلته نصبًا بنزع حرف الصفة، أي: من أن يُذكر (٥).
(١) أما قول قتادة: فرواه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ٥٦ ومن طريقه رواه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٩٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٤١ (١١٢٠) عن قتادة بنحوه. ورواه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٩٨ من غير طريق عبد الرزاق. وأما قول السدي: فرواه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٩٨ - ٤٩٩ ورجَّحه. (٢) في (ش)، (ت): ومحاربته. قال أبو جعفر الطبري -بعد أن رجّح أن المراد بالآية النصارى الذين سعوا في خراب بيت المقدس وأعانوا بختنصَّر على ذلك، ومنعوا مؤمني بني إسرائيل من الصلاة فيه- قال: وإنْ كان قد دلَّ بعمومِ قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}. أنّ كلَّ مانع مُصليًا في مسجدٍ لله -فرضًا كانت صلاته فيه أو تطوعًا- وكل ساعٍ في إخرابه، فهو من المعتدين. "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٠٠. (٣) في (ج)، (ت): النصب. (٤) في (ت): المفعولين. (٥) "معاني القرآن" للأخفش ١/ ١٥١، "جامع البيان" للطبري ١/ ٤٩٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٧٩.