وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم، فطفق (١) نساؤنا يتعلمن من نسائهم. قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد (٢) في العوالي (٣). قال: فتغضَّبتُ يومًا على امرأتي (٤)، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني (٥)، فقالت: وما تنكر أن أراجعك؟ ! فوالله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل.
قال: فانطلقت، فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: نعم.
قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟
قالت: نعم. قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هي قد
(١) طفق: بكسر الفاء، وقد تفتح، أي: جعل، أو أخذ، والمعنى: أنهن أخذن في تعلم ذلك. "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٦٥) (طفق)، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨١. (٢) أي: ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس. وسميت البقعة باسم من نزلها وهم بنو مالك. انظر: "فتح الباري" لابن حجر ١/ ١٨٥، ٩/ ٢٨١، "معجم القبائل" ١/ ٤٦. (٣) العوالي: جمع عالية، وهي قرى بقرب المدينة مما يلي المشرق، وكانت منازل الأوس. "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ١٦٦، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨١. (٤) هي زينب بنت مظعون كما في "هدي الساري" لابن حجر (ص ٣١٨، ٣٢٣). (٥) أي: تراددني في القول، وتناظرني فيه، وفي بعض الطرق أنه قام إليها بقضيب فضربها به. "مختار الصحاح" للرازي (ص ٩٩) (رجع)، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨٢.