وقال الله تعالى:{وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}(١).
وقال آخرون: إن الله تعالى خلق الخلق، ثم كفروا وآمنوا، قالوا: وتمام الكلام عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ} ثم وصفهم فقال: {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} وهو مثل قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي}(٢) الآية، قالوا: فالله خلقهم والمشي فعلهم، وهذا اختيار الحسين بن الفضل. قالوا (٣): لو خلقهم كافرين ومؤمنين لما وصفهم بفعلهم في قوله: {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} والكفر فعل الكافرين، والإيمان فعل المؤمنين (٤).
واحتجوا بقوله تعالى:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}(٥)، وبقوله:"كلُّ مولود يولد على الفطرة"(٦)، وقوله إخبارًا عن ربه:
= وأصل قصة الخضر مع موسى -عليه السلام-: مخرجة في "صحيح البخاري" في مواضع شتى منها حديث ابن عباس عن أُبي بن كعب هذا. وليس فيها اللفظ المذكور. والله أعلم. (١) نوح: ٢٧. (٢) النور: ٤٥. (٣) كذا. وفي (ت) قال. وهو كذلك في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ١٣٣ ولعله الصواب. والقائل: هو الحسين بن الفضل. (٤) قول الحسين بن الفضل في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ١٣٣. وعموم القول نسبه البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٤٠ لجماعة، ولم يعينهم كالمصنف. (٥) الروم: ٣٠. (٦) تمام الحديث: "فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه"، وهو حديث متفق على صحته من حديث أبي هريرة رواه عنه خلق لا يحصون كثرة. =