ب] أن لا يقاتلوه ولا يعينوا عليه أحدًا فأمر ببرهم والوفاء لهم إلى أجلهم (١) حكاه الفراء.
وقال عبد الله بن الزُّبير - رضي الله عنهما - نزلت في أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - وذلك أنَّ أمها قتيلة بنت عبد العُزَّى بن عبد أسد من بني مالك بن حسل قدمت عليها المدينة بهدايا ضِبَابًا (٢) وأقِطًا (٣) وسمنًا، وهي مشركة فقالت أسماء - رضي الله عنها -: يَا أماه لا أقبل منكِ هديةً ولا تدخلي عليَّ في بيتي حتَّى أستأذن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسألت لها عائشة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله عز وجل هذِه الآية، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تدخلها منزلها وتقبل هديتها وتحسِن إليها وتكرمها (٤).
وقال مرة الهمدانيّ وعطية العوفي: نزلت في قوم من بني هاشم منهم العباس بن عبد المطَّلب - رضي الله عنه - (٥).
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٩٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٥٩. (٢) ضباب: واحد ضب وهو دُوَيْبَّة من الحيوانات الزاحفة، معروف وهو يشبه الورل. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (ضبب). (٣) الإقِطُ: شيء يتَّخذ من اللبن المخيض يطبخ ثم يترك ثم يمصل. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (أقط). (٤) أخرجه أَحْمد في "المسند" ٤/ ٤ (١٦١١١) بنحوه، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٦٦ بنحوه، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٢٧ بنحوه. وانظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١٠/ ٣٣٤٩ بنحوه، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥١٩ بمعناه، وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ٨/ ٩٦ بنحوه. (٥) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٣٧، "البحر المحيط" ٨/ ٢٥٥.