فعلى هذا القول يكون تأويل الآية:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} في العلانية وباللسان (١).
وقال غيرهما: نزلت في المؤمنين (٢).
قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ملَّ أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ملة، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}(٣) فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى هذِه الآية:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}(٤) الآية، فقالوا: يا رسول الله لو ذكرتنا ووعظتنا فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٥).
وقال أبو مسعود -رضي الله عنه- ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذِه الآية إلاَّ أربع سنين، فجعل المؤمنون يعاتِب بعضهم بعضًا (٦).
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٣٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٤٩. (٢) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (٤٢٦)، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٣٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٦٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٤٩. (٣) الزمر: ٢٣. (٤) يوسف: ٣. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٣٣٨ بنحوه، وأورده الماوردي في "النكت والعيون" ٥/ ٤٧٧ بنحوه، وله شاهد: أخرجه الواحدي في "الوسيط" ٤/ ٢٥٠ بنحوه، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٤٩ بنحوه، كلاهما من حديث سعد -رضي الله عنه-. (٦) أخرجه مسلم في كتاب التفسير باب في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} (٣٠٢٧)، بنحوه، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٢١ بنحوه. =