{فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} قال قتادة: معناه: ما (٢) يؤمن منهم إلا قليل (٣). لأنَّ من آمن من المشركين أكثر ممن آمن من اليهود. وعلى هذا القول (ما) صلة، معناه: فقليلًا يؤمنون. ونصب (قليلًا) على الحال (٤).
وقال معمر: معناه: لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، ويكفرون بأكثره (٥). وعلى هذا القول يكون {قَلِيلًا} منصوبًا بنزع حرف الصفة، و {مَا} صلة، أي: فبقليل يؤمنون.
وقال الواقدي وغيره: معناه: لا يؤمنون قليلًا أو كثيرًا (٦). وهذا كقول الرجل للآخر: ما أقلَّ ما تفعل كذا وكذا، يريد: لا تفعله البتة.
(١) ما بين القوسين ساقط من (ج)، (ش). (٢) في (ج): لا. (٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ٥١، ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٠٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٧٤ (٩٠٦)، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٢٠، والسيوطي في "الدر المنثور" ١/ ١٦٩، ونسبه إلى عبد الرزاق، وابن جرير. (٤) "جامع البيان" للطبري ١/ ٤٠٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٧٠. (٥) ذكره الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٠٩، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٢٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١١٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢/ ٢٣، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٤٨٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٧٠. (٦) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٢٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢/ ٢٣، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٧٠.