وقال الزجاج: كلمة يستعملها كل واقع في هلكة، وأصلها: العذاب والهلاك (٢).
وقيل: هو دعاء الكفار على أنفسهم بالويل والثبور.
{لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}: وذلك أنَّ أحبار اليهود خافوا ذهاب مأكلتهم (٣) وزوال رئاستهم حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فاحتالوا في تعويق اليهود عن الإيمان به (٤)، فعمدوا إلى (صفة محمد)(٥) - صلى الله عليه وسلم - في التوراة، وكان صفته فيها:
حسن الوجه، حسن الشعر، أكحل العينين، ربعة (ليس بالطويل ولا بالقصير)(٦)، فغَّيروها وكتبوا مكانها: طُوَالٌ أزرق، سَبط الشعر، فإذا سألهم سفلتهم عن محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأوا ما كتبوا (٧) عليهم،
= ١/ ١٥١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢/ ٧، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٤٦٨. (١) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٧. (٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٦٠. (٣) في (ت): ملكهم. (٤) ساقطة من (ت). (٥) في (ج): صفته، وفي (ت): صفة النبي. (٦) من (ج). (٧) في (ت): كتبوه.