المشهورة التشديد (١) من غير همز، وتفرد نافع بهمز (النبيئين) وبابه (٢)، فمن همز فمعناه: المخبر، من قول العرب: أنبأ ينبئ إنباءً، ونبأ ينبئ تنبئةً بمعنى واحد، قال الله تعالى:{فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}(٣) ومن حذف الهمز (٤) فله وجهان، أحدهما: أنَّه أراد الهمز فحذفه طلبًا للخفة لكثرة استعمالها (كالبرية ونحوها)(٥)، الوجه الآخر: أن يكون بمعنى: الرفيع، مأخوذ من النَّبوة وهي: المكان المرتفع، يقال: نبا الشيء عن المكان، أي: ارتفع (٦). قال الشَّاعر:
إن جنبي عن الفراش لنابٍ ... كتجافي الأسَرِّ (٧) فوق الظراب (٨)
(١) في (ت): بالتشديد. (٢) "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٥٦)، "التيسير" للداني (ص ٦٣). (٣) التحريم: ٣. (٤) في (ت): الهمزة. (٥) ساقط من النسخ الأخرى. (٦) "الحجة" للفارسي ٢/ ٨٧ - ٩٤، "الحجة" لابن خالويه (ص ٨٠)، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٢٤٤، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٩٨، ٩٩). (٧) في (ش)، (ف): الأسير. (٨) نسبه ابن منظور في "لسان العرب" ٨/ ٢٥٠ (ظرب) إلى معدي كرب. ونسبه المرزباني في "معجم الشعراء" (ص ٣، ٤٣٣) إلى عمرو بن الحارث أخي معدي كرب. وذكره بلا نسبة ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٥/ ٣٨٤، والزمخشري في "أساس البلاغة" (ص ٤٥٥) (كسع)، والأزهري في "تهذيب اللغة" ١١/ ٢٠٦، =