وا حدها: شرَط، وأصل الأشراط: الأعلام، ومنه (٢) قيل (٣): الشُّرَط؛ لأنَّهم جعلوا لأنفسهم علامة يُعرفون بها، ومنه الشَّرْط في البيع وغيره (٤). ويقال: أشرط فلان نفسه في عمل كذا، أي: أعلمها وجعلها له (٥).
قال أوس بن حجر يصف رجلًا تدلّى بحبل من رأس جبل إلى نَبْعَةٍ (٦) ليقطعها ويتخذ منها قوسًا:
فأَشْرَطَ فيها نَفسَهُ وهو مُعْصِمٌ ... أَلْقَى بأسبَابٍ لَهُ وتَوَكَّلَا (٧)
(١) لم أجده. (٢) مكررة في (م). (٣) ليس في (ت). (٤) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٤٠. (٥) انظر: "تفسير الطبري" ٢٦/ ٥٢، "مختار الصحاح" للرازي (ص ٣٥٤)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٤٠. (٦) نَبْعَةٌ: شجر تُتخذ منه القِسيُّ، وتُتخذ من أغصانه السِّهام. "مختار الصحاح" (ص ٢٦٨). (٧) هذا البيت من قصيدته التي مطلعها: (صَحَا قَلْبُهُ عن سُكْرِهِ فَتَأمَّلا. .)، ومعنى أشرط نفسه: قال ابن السكيت: أشرط نفسه: جعلها علما للموت، ومنه أشراط الساعة، ويقال: أشرط نفسه في ذلك الأمر: أي: خاطر بها، والمعصم والمعتصم واحد، وهو المتعلق، أي: متعلقا بالحبل. والسبب: الحبل، والجمع أسباب. وتوكل، أي: اعتمد على الله. "شرح شافية" ابن الحاجب ٤/ ٩٢، والبيت في "ديوان أوس" (ص ٨٧)، "تفسير الطبري" ٢٦/ ٥٢، "لسان العرب" ١٢/ ٤٠٤.