وقال الضحاك: ذي الشرف (١) دليله قوله -عز وجل-: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}(٢).
وقيل: ذي ذكر الله -عز وجل- (٣).
واختلفوا في جواب القسم: فقال قتادة: موضع القسم قوله -عز وجل-: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا}(٤) كما قال {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا}. قال الأخفش: جوابه قوله تعالى: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ}(٥) كقوله سبحانه: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧)} (٦) وقوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)} , {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ}(٧).
(١) هذا القول منسوب لابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وإسماعيل بن أبي خالد وابن عيينة وأبي حصين وأبي صالح والسدي. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ١١٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٤٩١، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٧٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٩٨. (٢) الزخرف: ٤٤. (٣) أي: فيه ذكر أسماء الله وصفاته وتمجيده، انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ١٤٤. (٤) أقول: هذِه الأقوال كلها مجتمعة في القرآن فإن فيه بيانًا لكل شيء كما قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (٨٩)} [النحل: ٨٩] وهو أيضًا ذو الشرف شريفٌ في نفسه وهو شرفٌ لمن آمن به، وهو أيضًا ذكر الله تعالى وتمجيده. والله أعلم. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ١١٩. (٥) ذكره الأخفش حكاية عن بعضهم وصدَّره بقوله (فيزعمون) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٦٦٩ للأخفش. (٦) الشعراء: ٩٧. (٧) الطارق: ١، ٤.