{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا} بمحمد والقرآن {فَيَعْلَمُونَ}(أي: يوقنون)(٣){أَنَّهُ} يعني: أن هذا المثل هو {الْحَقُّ} الصدق الصحيح {مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} بمحمدٍ والقرآن {فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} أي: بهذا المثل. فلما حَذف الألف واللام نصَبَ على الحال والقطع والتّمام كقوله عز وجل:{وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا}(٤) فأجابهم الله تعالى فقال (٥): أراد الله (٦) بهذا المثل أن {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا} من الكافرين؛ وذلك أنهم يُنكرونه ويُكذبونه {وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} من المؤمنين يعرفونه (ويصدقون به)(٧)، {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} الكافرين، وأصل الفسق: الخروج، قال الله عز وجل {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}(٨) أي: خرج، تقول العرب: فسقت الرُّطَبَة
= وذكره -دون نسبة- الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٢٠، والسمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ١٠٤ , ١/ ٥٨، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٧٧، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ٤٣ وغيرهم. (١) ساقط من (ف). (٢) ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٣٥. (٣) ساقط من النسخ الأخرى. (٤) النحل: ٥٢. (٥) ساقطة من (ت). (٦) لفظ الجلالة: ساقط من (ت). (٧) في (ف): ويصدقونه. (٨) الكهف: ٥٠.