وقيل: وما كانوا إلا مبلسين (١)، قال قطرب: والفائدة في تكرار قبل هاهنا أن الأولى للإنزال والثانية للمطر (٢)، وقيل: على التأكيد (٣)، كقوله تعالى:{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ}(٤) كرر (تحسبن) للتأكيد، وقال الشاعر:
إذا أنا لم أؤمن عليك ولم يكن ... لقاؤك إلا من وراءُ وراء (٥)
وفي حرف ابن مسعود:(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا بمفازة من العذاب) غير (٦) مكرر (٧)، وفي
(١) مبلسين: أي آيسين، وأبلس الرجل قُطِعَ به، والإبلاس: الحزن المعترض من شدة العباس. "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٦٠)، "لسان العرب" لابن منظور ٢٩/ ٦. (٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٩، ونقله عنه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ٤٤. (٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (٥٥٨)، ونقله القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ٤٤، ثم قال: وأكثر النحويين على هذا القول قاله النحاس، ورجحه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٥٤. (٤) آل عمران: ١٨٨. (٥) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٣٩٠، "العقد الفريد" لابن عبد ربه ٢/ ٣١٥، "خزانة الأدب" لعبد القادر البغدادي ٦/ ٥٠٤ ونسبوه لعتي. (٦) ساقطة من (ح) وهو خطأ. (٧) القراءة شاذة. انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٣٨، "معجم القراءات" للخطيب ١/ ٦٤٥.