وكذلك قوله تعالى:{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}(١) أي: أرفق بهم وألن جناحك (٢) لهم، وقال الفراء: أراد بالجناح عصاه (٣).
وقال بعض أهل المعاني: الرهب: الكم (٤) بلغة حمير (٥) وبني حنيفة (٦)، وحكى الأصمعي أنه سمع بعض الأعراب يقول لآخر: أعطني ما في رُهْبك قال: فسألته عن الرهب؟ فقال: الكمّ، ومعناه على هذا التأويل: اضمم إليك يدك وأخرجه من الكُم؛ لأنه عليه السلام تناول العصا ويده في كمه (٧).
(١) الشعراء: ٢١٥. (٢) في (س): جانبك. (٣) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٣٠٦. (٤) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٣٩. (٥) حِمير: شعب عظيم من اليمن من ولد حِمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. انظر: "مجموع بلدان اليمن" للحجري ٢/ ٢٨٢. (٦) انظر: "الكشاف" للزمخشري ٣/ ١٧٥، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٢٠٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ٢٨٤، "روح المعاني" للألوسي ٢٠/ ٧٦ ولم ينسبوه، وذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١١٢ وزاد فيه: أن هذا المعنى لمن قرأ بفتح الراء والهاء، وانظر: "التبيان في تفسير غريب القرآن" لابن الهائم المصري ١/ ٣٢٨. (٧) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٢٠٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ٢٨٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ١١٢، "روح المعاني" للألوسي ٢٠/ ٧٦ ونسبوه للأصمعي.