قومُه ذلّ؛ فتعبيدك بني إسرائيل قد أحبط إحسانك إليّ (١).
وقال الحسن: يقول أخذت أموال بني إسرائيل وأنفقت منها عليّ واتخذتهم عبيداً (٢). وقوله:{أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} أي اتخذتهم عبيداً يقال عبَّدْتَه وأَعْبَدْتَه. وأنشد الفراء:
علام يُعْبِدُني قَوْمي وقد كَثُرت ... فيهمْ أباعِرُ ما شاؤُوا وعِبْدان (٣)
وله وجهان:
أحدهما: النصب بنزع الخافض مجازه بتعبيدك بني إسرائيل.
والثاني: الرفع على البدل من النعمة (٤).
(١) انظر: "تفسير ابن فورك" ٢/ ٢٥/ ب، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ١١٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٦/ ١٢١. (٢) نسبه إليه ابن فورك في "تفسيره" ٢/ ٢٥/ ب، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ١٢١، وانظر: "تفسير الحسن" ٢/ ١٧٦، وهذِه الأقوال محتملة والله أعلم. (٣) أنشده الفراء عن بعض العرب في "معاني القرآن" ٢/ ٢٧٩. والبيت للفرزدق في "ديوانه" (ص ١٨٤)، "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٢٧١، ٢٧٥، وبلا نسبة في "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٨٧، و"جامع البيان" للطبري ١٩/ ٦٨، وفي بعضها حتّام يعبدني. (٤) والقول برفعه على البدل من (نعمة) قاله الأخفش في "معاني القرآن" ٢/ ٩٨٥. وأجاز الوجهين الفراء والزجاج والنحاس والطبري وغيرهم وفيها أوجه أخر من الإعراب. انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٧٩، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٨٧، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ١٧٧، "جامع البيان" للطبري ١٩/ ٦٨، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ١٢، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٥١٨.