ترى أَرْبَاقَهم مُتَقَلِّديها ... إذا صَدِئَ الحديدُ على الكُمَاةِ (١)
فلم يجعل الخبر للأرباق ورده إلى (هم) لكناية القوم.
وإنما جاز ذلك لأنه لو أسقط (مرَّ) و (طول) و (الأرباق) من الكلام لم يُفْسد سقوطها معنى الكلام، فلذلك ردّ الفعل إلى الكناية في قوله (أعناقهم) لأنه لو سقط الأعناق لما فسد الكلام ولأدى ما بقي من الكلام عنها وكان: فظلوا خاضعين لها.
واعتمد الفراء (٢) وأبو عبيدة (٣) هذا القول (٤).
وقال قوم: ذكّر الصفة لمجاورتها المذكر وهو (هم) على عادة
(١) البيت لم أقف عليه في ديوانه، وهو في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٨٤، "جامع البيان" للطبري ١٩/ ٦١، وبلا نسبة في "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٧٧، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٨٣، "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٧٣. والأرباق: جمع الرَّبَق وهو الحبل فيه عدة عرى يشد فيها صغار الشاء لئلا ترضع، والكماة: جمع كمي وهو شاكي السلاح الشجاع. (٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٧٧. (٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٢. (٤) واختاره المبرد وعيسى بن عمر والزجاج والكسائي ورجحه الطبري. انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٨٢، "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٦٣، "جامع البيان" للطبري ٦٢/ ١٩، "تفسير ابن حبيب" ٢١٨/ أ، "تفسير ابن فورك" ٢/ ٢٤/ أ، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٥١٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٧، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ٢/ ١٦٦، "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٧٣.