ابن عَوف، عن أبيه: لقد رأيتُ الأكابرَ مِن أصحاب النبي ﷺ وإنَّهم لَيسألونه - في قصةٍ ذكرها - (١).
وقال ابن أبي الزِّناد: قال عُروة: كنَّا نقول: لا نتَّخذ كتابًا مع كتاب الله فمحوتُ كتبي، فوالله لوددتُ أن كتبي عندي، إنّ كتاب الله قد استمرتْ مَرِيرَتُه (٢).
وقال مَعْمَر، عن هشام: إنَّ أباه كان حَرَقَ كُتُبًا من كُتُبِه (٣)، فيها فِقْه، ثم قال: لَوَدِدْتُ أنِّي كنتُ فديتُها بأهلي ومالي (٤).
وقال ضَمرة، عن ابن شَوْذب: وَقَعَتْ في رِجْلِه الآكلة فنُشرتْ، وكان يقرأُ ربع القرآن نظرًا في المصحف، ثم يقوم به الليل، فما تركه إلا (٥) ليلة قُطِعَتْ رِجْلُه (٦).
وقال ابن عُيَيْنَة، عن هشام: خرج عُروة إلى الوليد فخرجتْ برجله آكلة
(١) "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (١/ ٥٢٠ - ٥٢١). حاشية في (م): (أي: ذكر ما تقدم في قصةٍ، وهي أنَّه دخل مع أبيه حُميد المسجد فرأى الناس قد اجتمعوا على عروة فتعجب من ذلك، فقال له أبوه: لا تعجب)، وتتمتها: فوالله لقد رأيتُ أصحاب رسول الله ﷺ وإنَّهم يسألونه. (٢) "حلية الأولياء" (٢/ ١٧٦). حاشية في (م): (من القوة)، قال ابن الأثير: "يُقال: استمرتْ مريرته على كذا، إذا استحكم أمره عليه وقويتْ شكيمتُه فيه، وأَلِفه واعتاده" "النهاية" (٤/ ٣١٨) مادة: مرر. (٣) في الأصل: " .... من كتبه له" والعبارة غير مستقيمة، وقال ناسخ (م) في الهامش: (لفظه: كتبًا له) أي أنَّ نَصّ العبارة في "تهذيب الكمال": "حرق كتبًا له"، انظر: "تهذيب الكمال" (٢٠/ ١٩). (٤) "التاريخ" - رواية الدُّورِيّ - (٣/ ١٤٢)، رقم (٥٩٦). (٥) حاشية في (م): (ثم ساقه من رواية عمرو بن الغفار عن هشام، وفيه: أنَّه لم يسمعْ له حسّ حين القطع، وما ترك قراءته تلك الليلة). (٦) "المعرفة والتاريخ" (١/ ٥٥٢)، و "التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة (٢/ ١٦٢).