المبحث الأول: تحقيق اسم الكتاب، وتوثيق نسبته إلى المؤلِّف:
إن من الأصول العلمية للتأكد من اسم كتاب من كتب أهل العلم: نصّ المؤلِّف على اسمه فيه، أو في غيره من مؤلَّفاته، فيكون على حَدِّ المثل السائر:(قطعت جهيزةُ قولَ كلِّ خطيب).
والناظرُ في هذا الكتاب يجد أنّ مؤلِّفَه الحافظَ ابنَ حجر لم ينص في خطبته ولا خلاله - حسب اطلاعنا - على تسميته بـ:"تهذيب التهذيب"، إلا أن المتتبع لكتب الحافظ الأخرى يجده في بعضها قد نَصَّ على ذلك؛ ومن ذلك:
قوله في كتابه "تعجيل المنفعة"(١): (وكنتُ قد لخصتُ "تهذيب الكمال"، وزدتُ عليه فوائدَ كثيرةً، وسَمَّيْتُه:"تهذيب التهذيب"، وجاء نحو ثلث الأصل).
وقال في "فتح الباري"(٢): (وقد بيّنتُ ذلك في "تهذيب التهذيب").
وقال في "القول المسدد في الذب عن مُسْنَد الإمام أحمد"(٣): (فقد استوعبت كلام المتقدمين فيه [يعني إسماعيل بن عياش] في كتابي "تهذيب التهذيب").