لأنَّ هَذا الحَدِيث قد رواه عبد الله بن إدريس، عن أَبِيه، عن جَدّه، عن جعدة بن هبيرة المخزوميّ" (١).
قلت: واغتر الحافظ؛ أبو سَعِيد العلائيّ بما في "التهذيب"، فاعترض على كلام أبي حَاتِم في "كتَاب المراسيل"، وقَالَ: "هَذا وهم ظاهر اشتبه علَيْه، وليْسَ فِي صُحْبَة هَذا -يعني جعدة الأشْجَعي اختلاف-" (٢).
قلت: والغَالِب على الظن؛ ترجيح كلام أبي حَاتِم. والله أعلم.
[٩٨٣](ت س) جَعْدَةُ المَخْزُومِيّ، من ولد أم هانئ؛ وهُو ابن ابنها.
روى: حَدِيث (الصَّائِمُ المُتَطَوِّعُ أَمِيرُ نَفْسِهِ)(٣)(٤) عن جدته (ت)، ولم يسمع منها، بل سمعه من أبي صَالح (س)؛ مَوْلَى أم هانئ وأهلِهِ (٥)، عن أم هانئ.
روى عن: هـ: شُعْبة، وسماك بن حرب.
قَالَ البُخَارِيّ: "لا أعرف له إلا هَذا الحَدِيث، وفيه نظر" (٦).
(١) "أسد الغابة" (١/ ١٨٠). (٢) "جامع التحصيل" رقم: (٩٣). (٣) في (م) زاد في الحاشية (ما بينه وبين نصف النهار). (٤) أخرجه التِّرْمِذِيّ في "جامعه" (٣/ ١٠٩) رقم: (٧٣٢)، وأحْمَد في "مسنده"، (٦/ ٣٤١) رقم: (٢٦٩٣٧). (٥) لما حدث سماك بن حَرْب لشُعْبة حَدِيث: (المتطوع أمين نفسه إن شاء صام وإن شاء فطر) قَالَ له شُعْبة: أأنت سَمِعْت هَذا من أم هانئ؟ قَالَ لا أخبرني أبو صالح وأهْلُنا عن أم هانئ. (٦) "التَّارِيخ الكبير" (٢/ ٢٣٩) رقم: (٢٣١٦)، وقول البُخَاريّ فيه نظر، قَالَ الحافظان المِزِّيِّ والذَّهَبيّ "هُو نظير قولنا "مَتْروك" أو "مطروح". النكت على مقدمة ابن الصلاح (٣/ ٤٣٧)، لكن ليس هَذا على الإطلاق، وإنما يقع هَذا إذا كان الراوي ممن يستحق الترك والطرح، وإلا فلا؛ لأن البُخَاريّ أطلق هَذِه اللفظة في جمع من الرواة، مختلفين =