وقال عبد الله بن علي بن المديني: سألتُ أبي عنه، فضعَّفَه جدا (١).
قال: وسمعت أبي يقول: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبيه، أنَّ قيس بن الرَّبيع وَضَعوا في كتابه "عن أبي هاشم الرُّمَّاني" حديث: أبي هاشم إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لَقِيط، في "الوضوء"(٢) فحدَّثَ به فقيل له: من أبو هاشم؟ قال: صاحب الرُّمَّان، قال أبي: وهذا الحديث، لم يروه صاحب الرُّمَّان، ولم يسمع قيسٌ من إسماعيل بن كثير شيئًا، وإنما أهلكه ابنٌ له قَلَبَ عليه أشياء من حديثه (٣).
وقال جعفر بن أبان الحافظ: سألت ابن نُمير عن قيس بن الربيع؟ فقال: كان له ابنٌ هو آفتُهُ، نَظَرَ أصحاب الحديث في كُتبه فأنكروا حديثَهُ، وظَنُّوا أَنَّ ابنه قد غيَّرها (٤).
وقال أبو داود الطيالسي: إنَّما أُتي قيسٌ من قبل ابنه، كان ابنه يأخذُ حديثَ النَّاس فيدخلها في فُرَج كتاب قيس، ولا يَعرفُ الشَّيخ ذلك (٥).
(١) "تاريخ بغداد" (١٤/ ٤٧٤). (٢) أخرجه أبو داود في "سننه" (١/ ٣٥: ١٤٢)، والترمذي في "الجامع" (١/ ٩٤: ٣٨)، والنسائي في "الصغرى" (١/ ٧٩: ١١٤)، وغيرهم، من طريق عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، قال: قال النبي ﷺ: "إذا توضأت فخلل الأصابع"؛ قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، فإدخال حديث إسماعيل بن كثير في كتاب قيس عن أبي هاشم الرماني دقيق، وربما لم يُفطن له؛ لاتفاق كنيتيهما، ولكون المعروف في تلك الطبقة: إطلاق "أبي هاشم" على الرماني، فإذا قال قيس: حدثنا أبو هاشم؛ انصرف الذهن إلى الرماني، وهذا مشى على قيسٍ نفسه، فأجاب لما سُئل: مَنْ أبو هاشم؟ فقال: "صاحب الرمان"، والله أعلم. (٣) "تاريخ بغداد" (١٤/ ٤٧٤). (٤) "العلل" لابن أبي حاتم (١/ ١٣١ - ١٣٢). (٥) "التاريخ الأوسط" (٣/ ٦٣٩).