بعد ذلك فيحدَّث به عن الآخر، فكانوا يقولون: ما أكذَبَه! (١).
قال ابن لَهِيْعَة: وكان قد أتى نَجْدَةِ الحَرُورِيَّ، فأقام عنده ستةَ أشهر، ثم أتى ابن عباس فسلَّم عليه فقال ابن عباس: قد جاء الخبيث، قال: وكان يُحَدِّث برأي نَجْدَة (٢).
وقال ابن لَهِيعَة، عن أبي الأسود: كان أولَ مَن أحدث فيهم (٣) رأي الصُّفْريَّة (٤).
وقال يعقوب بن سفيان: سمعتُ ابنَ بُكير يقول: قَدِمَ عِكْرِمَةُ مصَر- وهو يريد المغرب - ونزل هذه الدَّار، وخرج إلى المغرب، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا (٥).
وقال عليُّ بن المديني: كان عِكْرِمَة يرى رأي نجدة (٦).
وقال يحيى بن معين: إنَّما لم يذكر مالك بن أنس عِكْرِمَةَ؛ لأنَّ عِكْرِمَة كان يَنتحل رأيَ الصُّفْريَّة (٧)
(١) "تاريخ دمشق" (٤١/ ٩٩). (٢) المصدر السابق (٤١/ ٩٩)، ونجدة هو ابن عامر الحروريّ، من رؤوس الخوارج، خرج باليمامة عَقِب موت يزيد بن معاوية، وقُتل سنة (٦٩). انظر: الملل والنحل (١/ ١١٦ وما بعدها)، ولسان "الميزان" (٨/ ٢٥٢)، والأعلام للزركلي (٨/ ١٠). (٣) حاشية في (م): (أي: أهل المغرب). (٤) "الكامل" (٥/ ٢٦٧)، و"تاريخ دمشق" (٤١/ ١٢٠). والصُّفْرِيَّة: إحدى فرق الخوارج، وهم أصحاب زياد بن الأصفر. انظر عقائدهم في: الفرق بين الفرق (ص ٩٠ وما بعدها)، والملل والنحل (١/ ١٣٤). (٥) "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٧). (٦) المصدر السابق (٢/ ٧). (٧) "التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة (٢/ ١٩٤).