وقال العباس بن مُصعب المروزيّ: كان عِكْرِمَة أعلم شاكِرْدي (٣) ابن عباس بالتفسير، وكان يَدُور البلدان يتعرَّض (٤).
وقال داود بن أبي هند عن عِكْرمة: قرأ ابن عباس هذه الآية ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا﴾ [الأعراف: ١٦٤] قال ابن عباس: لم أدرِ نجا القوم أو هلكوا، قال: فما زِلْتُ أُبيِّنُ له حتى عرف أنَّهم قدْ نَجَوا، فَكَسَاني حُلَّة (٥).
وقال محمد (٦) بن فُضَيل، عن عثمان بن حكيم: كنتُ جالسًا مع أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيْف إذْ جَاءَ عِكْرِمَةُ فقال: يا أبا أمامة أُذَكِّرُك الله، هل سمعتَ ابنَ عباس يقول: ما حدَّثكم عنِّي عِكْرِمَةُ (٧) فصدِّقوه؛ فإنَّه لم يكذبْ عَلَيَّ؟ فقال أبو أُمَامة: نعم (٨).
وقال عمرو بن دينار: دفع إليّ جابر بن زيد مسائلَ أسألُ عنها عِكْرِمَةَ،
(١) عبد الله بن طاوس ثقةٌ فاضلٌ عابدٌ "التقريب"، الترجمة: (٣٣٩٧). (٢) "العلم" لأبي خيثمة (ص ٥٢)، و"التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة (٢/ ١٩٦). (٣) شاكِرْدي: لفظه فارسية معرَّبة، تعني: المتَعَلِّم. "تاج العروس" (٨/ ٢٤٨). (٤) "الكامل" (٥/ ٢٦٨)، وفيه: "وكان أعلم الناس بعد ابن عباس بالتفسير .. إلخ"، وقوله: "يتعرَّض" يعني: لعطايا الأمراء، قال الإمام أحمد: "وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم" المصدر السابق (٥/ ٢٦٦ - ٢٦٧). (٥) "الطبقات" لابن سعد (٧/ ٢٨٣). (٦) في (م): (عمرو)، وهو خطأ. (٧) في (م): (عكرمة عنَّي). (٨) "تاريخ ابن معين" - رواية الدوري - (٣/ ٢٥٩)، رقم (١٢١٧).