وقال أبو زكريا الأزدي في "تاريخ الموصل": كان فاضلًا، ورعًا، حسنًا، رَحَل في طلب العلم، وكان حافظًا للحديث، مُتَفقهًا، وذكر في شيوخه جرير بنَ حازم ومهدي بنَ، ميمون وحَريز بن عثمان، وآخرين (٢).
قال: وقال بِشر بنُ الحارث: كان المعافى أسمع الرَّجُلَين صوتًا، وكان قاسمُ الجَرْمي رجلًا صالحًا. قال: وبلغني عن بِشر بن الحارث أنه قال: كان يقال: إنَّ قاسمًا مِنَ الأَبْدال.
وقال علي بنُ حرب: كُنَّا نَدخل على قاسم الجرمي، وما في بيته إلا قِمَطْر فيها كتبه على خَشبة في الحائط، ومِظْهَرة يتطهر منها، وقَطِيفة ينام فيها.
وعن بشر قال: لقيت المعافى بنَ عمران، فقلت له: في قاسم الجرمي، فقال: اذهبوا فاسمعوا منه فإنه الأمين المأمون.
وعن بشر بن الحارث قال: رُزِق المعافى شهرة، وما رأت عَيْني مثل قاسم الجرمي.
وعن علي بن حرب قال: كان القاسم الجرمي يَلْتَقِط الخرنوب (٣)، فَيَتَقَوَّت به.
وتوفي قاسم سنة ثلاثة، وقيل (٤): سنة أربع وتسعين ومئة.
(١) (٩/ ١٦)، وقال ربما خالف. (٢) ينظر: "تاريخ الموصل" (١/ ٥٤٧). (٣) الخرنوب هو: شجر ينبت بالشام، له حب كحب الينبوت، يسميه أهل العراق القثاء الشامي، وهو يابس أسود. ينظر: "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي (٤/ ٣٣٧). (٤) قاله علي بن الحسين الخواص، كما في: "تهذيب الكمال" (٢٣/ ٤٦٥)، برقم (٤٨٣٥).