وقيل لصالح بن محمد: هل كان يحيى بن معين يَحفظ؟ قال (١): كانت عنده معرفة، قيل له: فعليّ بن المدينيّ؟ قال: كان يَحفظ ويَعرف (٢).
وقال أيضًا: أعلم مَن أدركتُ بالحديث وعِلله عليّ بن المديني، وأَفْقَهُهُم فيه أحمد، وأَمْهَرُهُم (٣) به الشَّاذَكُونيّ (٤).
وقال الآجُرِّيّ، عن أبي داود: عليّ خيرٌ من عشرة آلاف مثل الشَّاذَكُونيّ (٥).
وقال أبو عُبيد القاسم بن سَلَّام: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أَسْرَدُهُم له، وأحمد أَفْقَهُهُم فيه، وعليّ أَعْلَمُهُم به، ويحيى بن معين أكْتَبُهُم له (٦).
وقال ابن أبي خَيثمة: سمعتُ [ابن معين يقول:](٧) كان عليّ بن المدينيّ إذا قَدِمَ [علينا أظهر] السُّنَّة، وإذا ذهب إلى [البصرة] أظهر التَّشَيُّع (٨).
(١) حاشية في (م): (لا، إنَّما). (٢) "تاريخ بغداد" (١٣/ ٤٢٩). (٣) حاشية في (م): (وقع في خط ابن المهندس: وأقهرهم بالحديث)، وهي كذلك في تاريخ بغداد و "تهذيب الكمال" (٢١/ ١٩)، وذكر محقِّق الكتابين أنَّه وجدها هكذا مجوَّدة بخط الحافظ المزي، وقال - أي المحقِّق -: أي له الغلبة عليهم بالحديث. (٤) "تاريخ بغداد" (١٣/ ٤٣٠). (٥) "سؤالات الآجري" (٢/ ١١٢ - ١١٣)، رقم (١٢٨١). (٦) "الجرح والتعديل" (١/ ٣١٩)، و "تاريخ بغداد" (١٣/ ٤٣٠). (٧) ما بين المعقوفتين خرم في الأصل، والمثبت من (م)، وكذلك الموضعين الآتيين. (٨) "تاريخ بغداد" (١٣/ ٤٢٨)، قال الحافظ الذهبي مُعلقًا على هذا الكلام: "كان إظهاره لمناقب الإمام عليّ بالبصرة؛ لمكان أنَّهم عُثمانية، فيهم انحرافٌ على عَلِيّ" "السير" (١١/ ٤٧).