ابن عبّاس، أنّ النّبيَّ ﷺ كانَ يزور البيتَ كلّ ليلةٍ؟ فقال: كَتَبُوه مِن كُتُبِ معاذ بنِ هشام، لمْ يسمعوه قلتُ: ها هنا إنسانٌ يزعمُ أنّه سَمِعَه مِن معاذ، فأنكرَ ذلك، قالَ: مَنْ هو؟ قلتُ: إبراهيمُ بنُ عرعرة، فتَغَيَّرَ وجهُه، ونَفَضَ يَدَه، وقال: كَذِبٌ وزُورٌ، ما سَمِعُوه منه قال فلان: كَتَبْنَاه من كتابِه، سبحان الله! واستَعْظَمَ ذلك (١).
قال الخطيبُ: وقد أخبرنا بالحديثِ المذكورِ عثمانُ بنُ محمّد بنِ يوسف العلاف، حدّثنا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا إسماعيل القاضي، قال (٢): حدّثنا عليّ بنُ المديني، قال: رَوَى قتادةُ حديثًا غريبًا، لا يُحفَظُ عن أحدٍ مِن أصحابِ قتادة، إلّا مِن حديثِ هشامٍ فَنَسَخْتُه مِن كتابِ ابنِه معاذ بنِ هشام - وهو حاضرٌ -، لمْ أَسمعْه منه عن قتادة وقال لي معاذٌ: هاتِه حتّى أقرأه، قلتُ: دَعْهُ اليوم، قال: حدّثنا أبو حسّان عن ابن عبّاس أنّ النّبيَّ ﷺ كان يزور البيتَ كلّ ليلةٍ ما أقامَ بمِنى.
قال: وما رأيتُ أحدًا وَاطَأَه عليه قال عليّ بنُ المديني: هكذا هو في الكتابِ (٣).
قال الخطيبُ: وما الّذي يمنع أنْ يكونَ إبراهيمُ بن محمّد بنِ عرعرة سَمِعَ هذا الحديثَ مِن معاذٍ مع سماعِه منه غيره؟! وقد قال ابنُ (٤) أبي حاتم في "الجرحِ والتّعديلِ"(٥): سُئِلَ أبي عن إبراهيم بنِ عرعرة، فقال: صدوقٌ (٦).
(١) "تاريخ بغداد" (٧/ ٧٧). (٢) سقطت كلمة "قال" من (م) و (ب) و (ش)، وهي مثبتةٌ في الأصل. (٣) "تاريخ بغداد" (٧/ ٧٧). (٤) سقطت كلمة "ابن" من (ب)، وهي مثبتةٌ في الأصل و (م) و (ش). (٥) (٢/ ١٣٠). (٦) "تاريخ بغداد" (٧/ ٧٨).