وقال ابن خزيمة: ليس هو ممن يَحتجُّ أهلُ العلم بحديثه؛ لسوء حفظه، هو رجل صناعته العبادة والتَّقشُّف، ليس من أحْلاس الحديث (٢).
وقال الساجي، حدَّثنا الربيع، حدَّثنا الشافعي قال: قيل لعبد الرحمن بن زيد: حدَّثك أبوك عن جدِّك أنَّ رسول الله ﷺ قال: "إنَّ سفينة نُوح طافتْ بالبيت وصلَّت خلفَ المقام ركعتيَن؟ " قال: نعم (٣). قال الساجي: وهو مُنكَر الحديث.
وقال الطَّحَاوي: حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف (٤).
وقال الحَربي: غيره أوثق منه (٥).
(١) "الطبقات الكبرى" (٧/ ٥٩٢ رقم ٢٢٤٠). (٢) "صحيح ابن خزيمة" (٣/ ٤٠٧ رقم ١٩٧٢) اختصر الحافظ ابن حجر كلام الحافظ ابن خزيمة وفيه: (ليس هو من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد). قال ابن فارس: الحاء واللام والسين أصل واحد، وهو الشيء يلزم الشيء. "مقاييس اللغة" (٢/ ٩٧) وفي لسان العرب: أحلاس: جمع حِلْس، وهو كساءٌ رقيق يكون تحت البرذعة، ورجلٌ حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِسٌ: ملازِم لا يبرح القتال، وقيل: لا يبرح مكانَه شُبِّه بحِلْس البعير أو البيت. وفلانٌ من أحلاس الخيل أي: هو في الفروسية ولزوم ظهر الخيل كالحلس اللازم للفرس. (٢/ ٩٦١ و ٩٦٢). وعليه فإن معنى (فلان ليس من أحلاس الحديث) أي: ليس ممن لزم ومارس الحديث حتى صار ضابطًا ومتقنًا له، فيدل اللفظ على التجريح والله أعلم. (٣) "الكامل" لابن عدي (٤/ ٢٧٠ رقم ١١٠٥)، وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٤٢) من طريق الساجي عن الربيع، وذكره الديلمي كما في الفردوس (١/ ٢٣٨). (٤) "شرح مشكل الآثار" (٧/ ٦٧ رقم ٢٦٤٧). (٥) سبق أن الحافظ ابن حجر قال: (وهذه العبارة -أي: غيره أوثق منه- يقولها الحربي في الذي يكون شديد الضعف). انظر الترجمة رقم (٣٨٦٥).