وقال حاتم بن الليث الجَوهري (١)، بن خالد بن خِداش (٢): قُرئ على ابن وَهْب كتاب "أهوال يوم القيامة" - يعني: من تصنيفه - فخَرَّ مَعْشِيًّا عليه، فلم يتكلَّم بكلمة حتى مات بعد أيام. قال: فَنُرى (٣) - والله أعلم - أنه انصدع قلبُه (٤)، فمات بمصر سنة سبع وتسعين ومئة (٥).
وقال ابن يونس: حدثني أبي، عن جدِّي، قال: سمعت ابن وَهْب يقول: وُلِدتُّ سنة خمس وعشرين ومئة، وطلبتُ العلمَ وأنا ابن سبع عشرة. قال ابن يونس: وتوفي يوم الأحد لأربع إن بَقينَ من شعبان.
قلت: قال ابن عبد البر: كان مولى رَيحانة مولاة يزيد بن أنيس الفِهْري (٦).
وقال أبو عوانة في كتاب الجنائز من "صحيحه": قال أحمد بن حنبل: في حديث ابن وَهْب عن ابن جُريجٍ شيء، قال أبو عَوانة: صَدَق؛ لأنَّه يأتي عنه بأشياء لا يأتي بها غيرُه.
= وَقَال: إلى ها هنا انتهى عقلُك؟ أما علمتَ أن العلماء يُحشرون مع الأنبياء، وأن القضاة يُحشَرون مع السلاطين). ومعنى: (جنن نفسه) أي: أظهر الجنونَ ليُعفَى عن منصب القضاء. (١) حاتم بن الليث الحافظ المكثر الثقة، أبو الفضل، البغدادي الجوهري، توفي سنة اثنتين وستين ومئتين. "سير أعلام النبلاء" (١٢/ ٥١٩). (٢) خالد بن خِدَاش، أبو الهيثم المهلبي مولاهم البصري، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة أربع وعشرين. "التقريب" (١٦٣٣). (٣) ضبطه في (م) بفتح الفاء وضم النون. (٤) "ترتيب المدارك" (٣/ ٢٤١)، وفي "لسان العرب" (٤/ ٢٤١٤): انصدع وانفجر وانفلق وانفطر إذا انشقَّ. (٥) "الكمال في أسماء الرجال" (٦/ ٣٣٨)، و "ترتيب المدارك" (٣/ ٢٤١) وفيه هذا التأريخ من قول أحمد بن صالح وأبي عمر الكندي. (٦) "الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء" (٤٨)، و "ترتيب المدارك" (٣/ ٢٢٩).