وقال عمرو بن علي: ما رأيتُ أحفظ من أبي بكر، قدم علينا مع علي بن المديني، فَسَرَد للشَّيْباني أربع مئة حديث حفظًا، وقام.
وقال أبو عُبيد القاسم: انتهى العلم إلى أربعة: فأبو بكر أسردُهم له، وأحمد أفقهُهم فيه، ويحيى أجمعُهم له، وعلىٌّ أعلمُهم (١).
وقال عَبْدان الأَهوَازيُّ: كان يقعد عند الأُسْطُوانة: أبو بكر، وأخوه، ومُشْكدانه (٢)، وعبد الله بن البرَّاد (٣) وغيرهم كلهم سكوتٌ إلا أبو بكر فإنه يَهْدِر (٤).
وقال صالح بن محمد: أعلم مَن أدركتُ بالحديث وعِلَلِه عليُّ بن المديني وأعلمُهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين، وأحفظُهم عند المذاكرة أبو بكر ابن أبي شيبة (٥).
قال البخاريُّ، وغير واحد: مات سنة خمسٍ وثلاثين ومئتين في المحرَّم (٦).
(١) "سؤالات السلمي للدارقطني" (١٣٥ رقم ٤٥٦) ذكره مسندًا إلى القاسم بن سلام. وفي المطبوع: (وأما أبو بكر بن أبي شيبة فكان أحفظهم له). "تاريخ بغداد" (١١/ ٢٦٤ رقم ٥١٣٨). (٢) هو عبد الله بن عمر الأمويُّ مولاهم قال: لقَّبني بها أبو نعيم، كنتُ إذا أتيتُه تلبست وتطيبت، فإذا رآني، قال: جاء مشكدانه. انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" برقم (٣٦٥٧) و" سير أعلام النبلاء" (١١/ ١٥٦). (٣) عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، أبو عامر الكوفي، صدوق، من العاشرة "التقريب" (٣٢٤٣). (٤) "الكامل" لابن عدي (١٢٩١). قال ابن عدي: والأسطوانة هي التي يجلس إليها ابن سعيد، قال لي ابن سعيد: هي أسطوانة ابن مسعود، وجلس إليها بعده علقمة، وبعده إبراهيم، وبعده منصور، وبعده الثوري، وبعده وكيع، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة، وبعده مطين، وبعده ابن سعيد. (٥) "تاريخ بغداد" (١١/ ٢٦٥ رقم ٥١٣٨). وصالح بن محمد هو صالح جزرة. (٦) "التاريخ الأوسط" (٤/ ١٠٢٩).