وقال أيضًا (١): قال لي إبراهيمُ الرّماديّ: حدّثنا ابنُ عيينة، عن بُريد (٢)، عن أبي بُردة، عن أبي موسى:"كلُّكم راعٍ"(٣).
قال أبو أحمد بنُ عَدِيّ: وهو وهمٌ، كان ابنُ عيينة يرويه مرسلًا (٤).
قال ابنُ عَدِي: لا أَعلم أُنكر عليه إلا هذا الحديث الذي ذَكَرَه البخاريُّ، وباقي حديثِه مستقيمٌ، وهو عندنا مِن أهلِ الصّدقِ (٥).
وقال أحمدُ: كأنّ سفيانَ الذي يَروي عنه إبراهيمُ بنُ بشار ليس هو سفيان بن عيينة (٦).
(١) "الكامل في ضعفاء الرجال" (١/ ٤٣١). (٢) بغير نقطٍ في الأصل و (ب) والمثبت كما في (م)، وقد تصحّفت في (ش) إلى: "يزيد". (٣) أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (٢/ ١٤٠ - ترجمة بريد بن عبد الله) -ومن طريقه: التّرمذيُّ في "جامعه" (رقم ١٨٠١)، وابنُ عدي في "الكامل" (١/ ٤٣١) -، والعقيليُّ في الضعفاء" (١/ ٦٠)؛ كلُّهم من طريق إبراهيم بن بشار الرّماديّ، عن سفيان بن عيينة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى ﵁ مرفوعًا: "كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيّته". وهذا الحديثُ منكرُ الإسنادِ؛ خالف فيه الرّماديُّ الجماعةَ من أصحاب ابن عيينة، فإنهم رووه عن ابن عيينة، عن بريد عن أبي بردة، عن النبيّ ﷺ مرسلًا. قال التّرمذيُّ في "جامعه" (٣/ ٥٠١): (حديثُ أبي موسى غيرُ محفوظٍ، قال محمّدٌ -[يعني شيخَه البخاريَّ]-: وروى غيرُ واحدٍ عن سفيان، عن بريد، عن أبي بردة، عن النّبيّ ﷺ مرسلًا، وهذا أصحّ) اهـ. وسيأتي عند المؤلِّف ﵀ مزيدٌ من كلام النقّاد على هذا الحديث. (٤) قائلُ هذه العبارة هو البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (٢/ ١٤٠ - ترجمة بريد بن عبد الله بن أبي بردة) وإنّما أسندها ابنُ عدي في "الكامل" (١/ ٣١) إلى البخاريّ، فظُنَّ أنّها من كلام ابن عدي. (٥) "الكامل في ضعفاء الرجال" (١/ ٤٣١). (٦) "الضعفاء" (١/ ٥٨) للعقيليّ.