قيل: إِنَّ مُسْلِمًا روى له، وهو وهمٌ، مَحْكِيٌّ في كتاب "الأطراف"(١).
وهو الذي أَسَرَتْهُ الرومُ في زمن عمرَ بن الخطاب، فأَرَادوه على الكفر فأبَى فقال له ملكُ الروم: قَبِّل رأسي وَأُطْلِقُكَ، قال: لا، قال: قبِّل رأسي وأُطْلِقُكَ وَمَن معك من المسلمين، فقَبَّل رأسَهُ، ففَعَل (٢)، فقَدِمَ بهم على عمر، فقال: حق على كلِّ مُسْلم أن يُقَبِّلَ رأسَ عبد الله، وأنا أَبْدَأُ ففعلُوا (٣).
قلت: له في "الصحيحين" قصة في سؤالِهِ: مَنْ أَبِي؟ وفيها:"لو أَلْحقني بعبد أسود للحقت به"(٤).
وفيهما قصَّتُهُ في السَّرِية التي أَمَرهم أن يدخلوا في النار (٥).
(١) "تحفة الأشراف" (٤/ ١٩٤) رقم: (٢٨٣). (٢) كتب تحتها في (م): (وأطلق معه ثمانين أسيرًا). (٣) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٢٤٤) رقم: (١٦٣٩)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٧/ ٣٥٨) من طريق ضرار بن عمرو عن أبي رافع عن عمر ﵁ وذكر القصة. وهذا سندٌ ضعيف جدًّا، فيه ضرار بن عمرو؛ قال ابن معين: (ليس بشيءٍ، ولا يُكتب حديثُه) "الكامل في الضعفاء" (٤/ ١٠٠) رقم: (٩٤٩)، وقال ابن حبان: (منكر الحديث جدًّا) "المجروحين" (١/ ٤٨٥) برقم: (٥٠٨) وقال الدارقطني: ذاهب الحديث) "تاريخ الإسلام" للذهبي (٤/ ٩٠)، وقال كلٌّ من: أبي زرعة وابن عدي: (منكر الحديث) سؤالات "البرذعي" (ص ١١٧) رقم: (١١٤) و"الكامل في الضعفاء" (٤/ ١٠٠) رقم: (٩٤٩)، وقد تفرد بها بهذه القصة عن أبي رافع، والله أعلم. (٤) "صحيح البخاري"، كتاب: مواقيت الصلاة، باب: وقت الظهر عند الزوال، برقم: (٥١٥)، و"صحيح مسلم"، كتاب فضائل النبي ﷺ، برقم: (٦١٩٥). (٥) "صحيح البخاري"، كتاب: المغازي باب: سرية عبد الله بن حُذافة السَّهمي، برقم: (٤٠٨٥)، و"صحيح مسلم"، أبواب الإمارة، برقم: (٤٧٧٤). وفي هامش (م): (قال في التنقيح: وإنما أمرهم بدخول النار مداعبةً منه ليستفزَّهُم، أو =