وروى الخطيب بإسناد صحيح أن الرشيد عرض عليه القضاء فأبى، ووَصَلَهُ فردَّ عليه، وسأله أن يحدث ابنه فقال: إذا جاءنا الجماعة حدثناه، فقال له: وددت أني لم أكن رأيتك، فقال: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك (١).
وقال السَّاجي: سمعت ابن المثنى يقول: ما رأيت بالكوفة رجلًا أفضل منه (٢).
وقال علي بن نَصْر الجَهْضَمي الكبير: قال لي شعبة: ها هنا رجل من أصحابي من علمه ومن حاله؛ فجعل يثني عليه، يعني ابن إدريس (٣).
وقال أبو حاتم: قال علي بن المديني: عبد الله بن إدريس من الثقات (٤)(٥).
(١) "تاريخ بغداد" (١١/ ٦٩)، والقصة فيه مطولة، وقول الرشيد: (وددت أني لم أكن رأيتك … ) قالها بعد أن عرض عليه القضاء، ثُمَّ بعد ذلك وَصَلَهُ الرشيد بالمال وسألَهُ أن يحدث ابنه الحديث. (٢) "الجامع" للترمذي، عند حديث رقم: (١٨٩٩). (٣) "الجرح والتعديل" (٥/ ٩). (٤) المصدر السابق. (٥) أقوال أخرى في الراوي: - قال الأثرم: سمعت أحمد يُسأل عن حديث ابن إدريس عن ابن شُبْرمة، فقال: ما سمعنا ابن إدريس يحدث عن ابن شُبْرمة بشيءٍ. "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص ١١٥). - وقال ابن معين: ابن إدريس خيرٌ من ابن فُضَيل مئة مرة، وابن فُضَيل أحسنُ حديثًا منه. "سؤالاته ابن طهمان" (ص ٣٥) رقم: (٢٧). - وقال أيضًا: كان ابن المبارك أفضلَ من ابن إدريس، وكان ابن إدريس مأمونًا، ثقةً، لا بأس به. "سؤالات ابن محرز" (ص ١٦٩) رقم: (٥٥٦). - وقال علي بن المديني: كان ابنُ إدريس ثبتًا، ما أعلمنا أحد عليه، ولا على بشر بن =