وذكر البخاري في "التاريخ الصغير" هذا الحديث عن عمرو بن عاصم وقال: الأول أصح، يعني قوله: أدركت ثمان سنين من حياة النبي ﷺ(١).
وقال يعقوب بن سفيان في "تاريخه": حدثنا عُقْبة بن مُكْرَم: ثنا يعقوب بن إسحاق: ثنا مَهدي بن عِمْران الَحنفي قال: سمعت أبا الطفيل يقول: كنت يوم بدر غلامًا قد شددت عَلَيَّ الإزار، وأنقل اللحم من السَّهل إلى الجبل (٢).
قلت: وفيه وهم في لفظةٍ واحدةٍ وهي قوله: "يوم بدر"، والصواب:"يوم حنين" والله أعلم؛ فقد رويناه هكذا من طريق أخرى عن أبي الطفيل.
وقال ابن عدي: له صحبة، قد روى عن النبي ﷺ قريبًا من عشرين حديثًا، وكانت الخوارج يرمُونَهُ باتصاله بعلي، وقوله بفضلِهِ، وفضل أهل بيتهِ، وليس في رواياتِهِ بأس (٣).
وقال ابن المديني: قلت لجرير: أكان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل؟ قال: نعم (٤).
وقال صالح بن أحمد، عن أبيه: أبو الطُّفَيل مكي، ثقة (٥)(٦).
= وقد بيَّن ابن عبد البر المراد بالتشيع المذكور حيث قال: (كان مُحِبَّا لعلي ﵁، وكان من أصحابه في مشاهِدِهِ، وكان ثقة مأمونًا، يعترف بفضل الشيخين، إلا أنه كان يقدم عليًا) "الاستيعاب" (٤/ ١٧٩٧). (١) إكمال تهذيب الكمال (٧/ ١٥٢). (٢) "المعرفة والتاريخ" (١/ ٢٣٥)، و "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٢٦/ ١٢٤ - ١٢٥)، وقال بعده: (وهذا أيضًا وهم). (٣) "الكامل في ضعفاء الرجال" (٥/ ٨٧). (٤) المصدر السابق. (٥) "إكمال تهذيب الكمال" (٧/ ١٥٤). (٦) أقوال أخرى في الراوي: